تباهى مازن الحايك، المتحدث الرسمي باسم مجموعة الأم بي سي بعدد القنوات التي ستعرض مسلسل "الفاروق عمر" خلال شهر رمضان، وذلك رغم كل الحملات التي انطلقت ضده عبر الفايسبوك، ودعت لمقاطعته و
مهاجمة العاملين فيه.. وركز الحايك في حديثه على قنوات عالمية في تركيا وأندونيسيا، ستبث العمل للملايين، وأيضا عن تلفزيون المستقبل في لبنان دون أن يأتي على ذكر نسمة التونسية ولا التلفزيون الجزائري الذي ما تزال الإدارة فيه حائرة بين عرض العمل أو الامتناع عن ذلك، خصوصا أنه يعدّ التلفزيون الوطني والرسمي الوحيد الذي سيفعل ذلك رفقة تلفزيون قطر، وهو الجهة المنتجة الثانية!
كثير من وسائل الإعلام والبرامج وأيضا الصحف، خصصت مواضيع كثيرة، لتحليل مسلسل الفاروق عمر والضجة التي يحدثها، حيث كتب أحد النقاد على جريدة السفير اللبنانية قائلا :"هذا الجدل الاستباقي حول مسلسل لم يعرض بعد، يعيد إلى أذهان السيناريو الذي واجهه المخرج الراحل مصطفى العقاد، أثناء إعداده لفيلم "الرسالة". فقد جال بالسيناريو على مرجعيات عديدة، للحصول على موافقتها، من الأزهر، إلى السيد موسى الصدر. وحاول الحصول على موافقة رابطة العالم الإسلامي في السعــودية، لكنّه قوبل بالرفض. ثمّ واجهــته مشكــلة التمويل. وفي ذلك الوقت، تحمّس كثـــيرون لإنتاج الفيلم، فحصل العقــاد على تمويــل مشترك كويتي ـ مغربي ـ إمــاراتي، ليــباشر التصوير في صحراء المغــرب. إلا أن المملكة العربية السعودية اعتبرت في ذلــك تحديا شخصيّا لها فعملت على إيقاف التصوير. هـكذا، اضطر السيــنمائي للانتقــال إلى ليبــيا لمواصلة العمل هناك. ولم تقف الســـعودية وحدهـــا في مواجــهة العقاد. بل إنّ إيــران في عــهد الشــاه، أوجدت لنفسها الحقّ أيضا في التدخل بالعمل، وسرعان ما تبنّته. وكانـــت ولادة الشريط الشهير عام 1976، إيذانا بولادة رواية مشرقة عن الإسلام، قدّمت صورة بهية عن الدين الحنيف، بوصفه دينا متسامحا ومتنوّرا. فهل سيكون نصيب "عمر" لحاتم علي من النجاحات، كنصيب فيلم "الرسالة" لمصطفى العقّاد؟"..هنا ينتهي تساؤل جريدة السفير اللبنانية التي أكدت كغيرها من وسائل الاعلام أن جميع من اتصلوا بالمخرج حاتم علي لأخذ رأيه في الجدل، قابلهم بالرد ذاته... لا تعليق!
ومن يعرف حاتم علي الذي قدم للشاشة الصغيرة أعمالا ناجحة جدا على غرار "الناصر صلاح الدين"، "التغريبية الفلسطينية"، "الملك فاروق" وحتى إشرافه الأخير على مسلسل "مطلوب رجال" سيدرك لا محالة أنه مخرج لا يحب كثيرا الحديث للصحافيين، وقد واجه هؤلاء الويلات منه قبل ثلاث سنوات حين استقبلته مدينة وهران أثناء احتضانها لمهرجانالفيلم العربي، حيث رد على كل دعوة لحواره بالصمت السلبي حينا، وبموجة من الغضب حيناآخر!
تقارير إعلامية أخرى نشرت أمس بعض المعلومات الإنتاجية الخاصة بمسلسل الفاروق، حيث أكدت أن تصويره استمر 10 أشهر و18 يوما كاملة (مسلسل سيدنا يوسف استمر 6 سنوات حسب مخرجه الإيراني!)، في حين تألف فريق الإنتاج وحده من 229 فني، و322 ممثل من 10 دول مختلفة، مع الاستعانة بـ20 ألف ممثل كومبارس سيظهرون في المعاركتحديدا، ناهيك عن 10 آلاف مقاتل محترف!!
وقد استدعى العمل إعادة بناء مدينة مكة على مساحة 12000 متر مربع في مراكشالمغربية، لتضم 89 منزلا خارجيا و29 منظرا داخليا لبيوت أخرى على مساحة 5000 مترمربع في دمشق!
صحيفة الشرق الأوسط التي نشرت هذه المعلومات، قالت أيضا إن مسلسل الفاروق اشتمل على الآتي: 7500 حصان، 3800 جمل، ومئات الفيلة، كما تم استخدام 14200 متر من الأقمشة لحياكة الملابس وصناعة ما يزيد عن 755 حذاء، و1970 سيف، 1970 درع، 4000 سهم، 1700 رمح، 137 تمثال، 10 آلاف عملة معدنية، وقام بتنفيذ المؤثراتالبصرية، الشركة الفرنسية "بيف" وهي ذاتها التي قدمت للسينما العالمية "سبايدرمان"،ماتريكس، أفاتار، هاري بوتر وغيرهم...
ولكن ماذا عن صاحب دور الفاروق عمر؟ هذا الذي ستناله العديد من سهام المنتقدين وباتت حياته مهددة على مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يرى آخرون أنه سيكون النجم الأكثر لفتا للانتباه في سباق الدراما العربية؟
انه الممثل سامر إسماعيل، والمفاجأة ليست فقط في كونه ممثلا حديث العهد بالمهنة، حيث تخرج قبل سنتين فقط من معهد الفنون المسرحية، لكن المفاجأة الأكبر والتي خلقت جدالا موازيا، تتمثل في أنّ سامر إسماعيل، مسيحي، في إعادة إنتاج للنقاش الذي دار عقب تجسيد الممثل باسم ياخور (المسيحي أيضا) لدور خالد بن الوليد في الجزء الأول قبل أن يخلفه سامرالمصري في الجزء الثاني!
ويتحفظ المخرج حاتم علي على الممثل الجديد الذي سيتقمص دور الصحابي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وإن قال بأنه وجه جديد من تونس، كما أنه لم يجد مانعا في كشف بقية الأسماء، على غرار الممثل غسان مسعود في دور الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه... مع عدد كبير آخر من الممثلين والنجوم الذين يجمعون على أنّ مسلسل "عمر" يعدّ الأهمبالنسبة لمسارهم الفني حتى الآن.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire