2012/07/03

أرملة الشهيد دريد حسين منظفة في البيوت !


"إخواني لا تنسوا الشهداء"، "أيعقل أن يعامل يتامى وأرامل الشهداء بهذه الطريقة؟" و"هل هذا جزاء الشهداء الذين تركوا ذويهم أمانة في أعناق من يتولى زمام أمور البلاد بعدما ضحوا بالنفس والنفيس حتى يحيا هذا الوطن حرا مستقلا من
بطش الاستعمار الغاشم ونحن على أبواب الاحتفال بخمسينية الاستقلال؟"، هي عبارات وأخرى استقبلتنا بها عائلة الشهيد دريد حسين ببيتها الكائن بحي اسطنبول ببرج الكيفان شرق العاصمة، ذاك البيت الذي هو اليوم محل نزاع مع شخص آخر كان قد فاجأ العائلة وبعد مرور 20 سنة من شراء القطعة الأرضية بكل الوثائق التي تثبت ملكيتهم لها، يطالبهم بإخلاء المسكن على اعتبار ملكيته لذات القطعة الأرضية.
العائلة التي تاهت منذ صدور قرار الطرد عن مجلس قضاء العاصمة في 2010 ، بين المحاكم والمحامين لاسترجاع حقهم والتشبث بالقطعة الأرضية التي اشتروها منذ أكثر من 20 سنة وذلك بعقد إداري صادر عن بلدية برج الكيفان سنة 1989 تحت رقم 137، لتتفاجأ العائلة سنة 2007 بشخص يحمل نفس رقم القطعة بعدما طالبهم لدى العدالة، حيث تبين وبعد التحقيق أن العائلة وقعت ضحية ازدواجية عقود الملكية لقطعة أرضية واحدة تحت ترقيم 137 ممضية من طرف المير الأسبق لبرج الكيفان حسب ما تؤكده الوثائق التي تحوز عليها العائلة التي قبل أن تلجأ إلى تشييد مسكنها استفسرت عن القطعة الأرضية، كما أن صاحب القطعة الأرضية الأول "ح.م" تحصل سنة 1989 على رخصة بناء مسكن عائلي بطابقين، وهذا ما يعني أن أصل ملكية العقار صحيحة، وفي سنة 1998، قام صاحب العقار "ح.م"، بتحرير وكالة لعائلة دريد، للتصرف في العقار مثلما تبينه الوثيقة الحاملة لتاريخ 13 جوان 1998، والمحررة لدى موثق "ح.س"، الكائن مكتبه بالحراش، ليتم سنة 2003 بتحرير عقد بالبيع لدى الموثق "إ.ح"، لفائدة عائلة دريد بعد دفع مبلغ 150مليون سنتيم ثمن شراء العقار، لتتفاجأ بعدها العائلة بمقاضاتها من طرف شخص ادعى أن ذات القطعة الأرضية ملك له، لدى محكمة الحراش غير أن هذه الأخيرة رفضت القضية لعدم التأسيس ليستأنف الحكم لدى الغرفة العقارية بمجلس قضاء الجزائر، حيث ألغى رئيس الغرفة العقارية بمجلس قضاء الجزائر، الحكم الصادر عن محكمة الحراش وقضى بطرد عائلة دريد من العقار الذي تقطنه منذ أكثر من 20 سنة.
أرملة الشهيد للشروق: ذقت كل أنواع الشقاء وعملت منظفة لتربية أبنائي
"الشروق" تنقلت إلى بيت عائلة الشهيد دريد حسين من أجل حمل آهات ومعاناة أم ترملت وهي في ريعان شبابها، أجبرت على تحمل أعباء الحياة والعمل لكسب قوت أبنائها بعدما اختار رفيق دربها التضحية من أجل أن تحيا أسرته وأبناء وطنه في كنف الحرية والاستقلال، فدريد حسين الشهيد الفذ البطل والذي يحمل مستشفى الأمراض العقلية بالريسو، اليوم اسمه لم يكن ليعلم أنه وبعد مرور 50 سنة من الاستقلال الذي ضحى بحياته وشبابه لأجله أن تستمر معاناة عائلته التي حرمت من حنانه وحمايته. الأم فاطمة ذات الـ78 عاما تروي وتتحدث عن مآسيها والحياة الصعبة التي مرت عليها وعلامات التذمر والإحباط بادية على وجهها "ما حيلتي أن أفعل في هذا المصاب؟ أطالب من المسؤولين الوقوف إلى جانبي، لا أريد سوى استرجاع حقي ، "حڤروني" وأنا من ذاقت مختلف أنواع الشقاء، أجبرت على تربية أولادي والعمل لأجلهم ليل نهار كمنظفة خاصة وأن ابنتي معاقة لأجد نفسي وبعد مرور سنوات من الاستقلال من يريد الدوس على كرامة الشهيد دريد حسين بتجريدي من منزلي الذي بنيته بعرق جبيني، كيف لي أن أتحمل صمت المسؤولين الذين طرقت أبوابهم في العديد من المناسبات من أجل الوقوف معي واسترجاع حقي؟ لو يعود الاستعمار يوما لأحكي له ما فعل بي الاستقلال"، هي عبارات وأخرى لم تفارق شفاه زوجة الشهيد دريد حسين الذي وقع في ميدان الشرف عام 1961 سنة قبل الاستقلال لتعيش عائلته وعشية الاحتفال بخمسينية استرجاع العزة والكرامة بقرار صادر عن العدالة يجبرها على الطرد من منزلها الذي قطنتهمنذ أكثر من 20 سنة.
السلطات مطالبة بالتدخل لإنصاف عائلات صناع مجد الجزائر
عبد الحميد دريد الابن الأكبر للشهيد، يتحدث بعبارات مختلطة ما بين التأسف لحالهم والصمت المطبق من طرف السلطات، فهو اليوم يستنجد بأعلى صوته برئيس الجمهورية للتدخل من أجل إنصاف عائلته التي يفترض أن تكون بأحسن حال شأن أقرانها الذين دافعوا عن هذا الوطن "لم نطالب بفيلات ولا إقامات فخمة، نريد سوى حقنا المسلوب خاصة وأن قرار المحكمة يقضي بطرد العائلة بعدما أجل القرار الذي كان متوقعا أن يطبق يوم الخميس الماضي في حقهم"، ويضيف قائلا "كيف للمسؤولين أن يحتفلوا بمناسبة مرور خمسين سنة على الاستقلال بالمفرقعات في حين لا تزال عائلات من صنعوا مجد هذا الوطن تعيش التوتر نتيجة صدور قرارات مجحفة في حقها تجبرها على التشرد في الشارع بالرغم من حصولها على كافة الوثائق التي تثبت أحقيتها لمسكنها"، مشددا وبلهجة غضب بضرورة تدخل وزارة المجاهدين وكل المسؤولين لأن القضية تعتبر قضية كرامة وسيسجل التاريخ مثل هذهالبصمات على جبين كل من لم يلتفت لمآسي العائلات الثورية خاصة ونحن على أبواب شهرالتوبة والغفران وعشية خمسينية الاستقلال.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire