2012/06/22

"السماسرة" يُلهبون كلفة العمرة ويُنعشون السوق السوداء قبيل رمضان


ألهبت السوق السوداء أسعار تذاكر السفر الخاصة بعمرة رمضان، وبلغت أمس، مستويات قياسية وصفها مسيّرو الوكالات السياحية بالسابقة، وقد بيعت بـ10
ملايين سنتيم في السوق الموازية، كما ازدادت حالة الارتباك لدى الكثير من مسيّري الوكالات بسبب نقص الرحلات في اتجاه العربية السعودية، وهو ما يهدد مصير الآلاف من المعتمرين.
وساهم ازدياد الطلب على العمرة خلال النصف الثاني من شهر رمضان على انتعاش السوق السوداء، بفعل بعض الممارسات السلبية التي تقوم بها وكالات سياحية غير معنية بتنظيم هذا الموسم، ومع ذلك قامت باقتناء كل ما تيسر لها من تذاكر السفر الخاصة بالعمرة وإعادة بيعها في السوق السوداء، ما مكنها من تحقيق أرباح معتبرة دون تحمل عناء تنظيم العمرة والتكفل بالمعتمرين في البقاع المقدسة، وهو ما يؤكده نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، شريف مناصر، الذي دعا شركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى إحكام رقابتها على سير عملية بيع التذاكر، موضحا بأن الاحتيال عادة ما يتم بتواطؤ من بعض الأعوان، وأنسعر التذكرة قفز من 8 ملاين سنتيم إلى 10 ملايين بفعل المضاربة.
وتشتكي الوكالات السياحية، أيضا من نقص الرحلات المبرمجة في اتجاه البقاع المقدسة، مما يجعل من المستحيل التكفل بكافة الطلبات، داعيا وزارة النقل للترخيص ببرمجة رحلات إضافية، قائلا "بأن لا أحد ينسق مع الوكالات التي وجدت نفسها في مواجهة البزناسية"، منتقدا في السياق ذاته احتكار الرحلات في اتجاه البقاع المقدسة من قبل شركتي الخطوط الجوية الجزائرية والسعودية، وقال بأنه "آن الأوان لفتح المجال أما الوكالات لاستئجار طائرات من شركات أجنبية"، وقدر المتحدث العجز المسجل من ناحية الأماكن التي كان ينبغي حجزها من قبل والمعنية بالعمرة بـ200 إلى 600 مقعد يوميا، وهو ما يهدد حرمانالآلاف من أداء العمرة.
كما أدّت قلة الفنادق المخصصة لإيواء المعتمرين في العربية السعودية، بالوكالات السياحية لتقليل من عدد المعتمرين الذين دأبت على التكفل بهم كل سنة، ويقول ممثل منطقة الشرق شريف مناصر، بأنه اضطر إلى تقليص عدد المعتمرين من 1000 إلى 800 معتمر، متوقعا بأن يكون هذا الموسم الأصعب مقارنة بمواسم سابقة، بسبب بعد الفنادق وكذا قلة وسائل النقل التي تتولى إيصال المعتمرين صباحا إلى الحرم وإعادتهم مساء إلى الفنادق، خصوصا في ظل المزاج الصعب الذي يتميز به المعتمر الجزائري الذي لا يرضى بأي خدمات.
وأثار المتحدث ظاهرة "السمسرة" التي تستفحل عند كل موسم عمرة، بفعل إقدام بعض الأفراد على جلب المعتمرين لفائدة الوكالات السياحية مقابل تقاضي عملة تقدر قيمتها ما بين 8 ألاف و10 آلاف دينار عن كل معتمر، وهم يستعملون في ذلك كل الطرق الملتوية بما فيها إيهام المعتمر بتلقي أحسن الخدمات من ضمنها ظروف الإقامة قبل أن يصطدم بالحقيقة المرةعند وصوله البقاع.
في حين أرجع رئيس الفيدرالية الوطنية للوكالات السياحية، قداش حسان، أزمة الرحلات الجوية الخاصة بعمرة النصف الثاني من رمضان إلى كثرة الطلب عليها، وكذا ضيق المطارات التي خصصتها السلطات السعودية لاستقبال جميع المعتمرين، وهو يرى بأنه حتى لو منحت وزارة النقل، وكذا الطيران المدني الترخيص برحلات إضافية، فإن المشكل سيبقى مطروحا بسبب استحالة استيعاب مطاري جدة والمدينة لطائرات إضافية، متوقعا أن يبلغ عدد المعتمرين في النصف الثاني من رمضان حوالي 120 ألف معتمر.
ودعا ممثل النقابة المعتمرين إلى اشتراط الحصول على العقد قبل الوصول إلى البقاع، لحماية حقوقهم وتفادي الوقوع بين مخالب بعض الوكالات غير المهنية التي لا يهمها سوى الربح فقط.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire